أجدد المواضيع:

المادة : فلسفة.
النشاط : درس نظري.
الموضوع : العادة و الإرادة.

أـ الوضعية المشكلة : تأمل الحوار التالي الذي دار بين مريض و طبيب مدخن:

المريض : لماذا تدخن يا دكتور و أنت تعلم أنه يضرك في صحتك؟

الطبيب : أضنها عادة سيئة إستولت عليّ.

المريض : و كيف يمكن نزع هاته العادة؟

الطبيب : عن طريق تعلم عادة إيجابية أخرى تحل مكانها.

المريض: و كيف يمكن تعلم عادة جديدة؟

الطبيب : عن طريق الإرادة.

Philosophy

التعليمة : ما رأيك ؟

ب ـ تحليل الوضعية :

ـ تدل الوضعية  على وجود حوار بين المريض و طبيبه على عادة التدخين.
ـ تدل الوضعية كذلك على أن هناك من العادات ما له أبعاد سلبية و أخرى إيجابية.
ـ تدل الوضعية على وجود علاقة بين العادة كفعل آلي  و الإرادة كفعل قصدي.

تحليل الوضعية :

من أجل إبداء الرأي يجب طرح الأسئلة التالية :

ـ ما مفههوم العادة.
ـ ما هي عوامل و شروط العادة.
ـ ما هي أنواعها.
ـ ما الفرق بين العادة و الغريزة.
ـ ما هي أبعاد العادة.
ـ ما مفهوم الإرادة.
ـ ما هي صفات و خصائص الفعل الإرادي.
ـ الإرادة قد تكون سلبية و قد تكون إيجابية.
ـ فما هي أبعادها.
ـ ما هو وجه العلاقة بين العادة و الإرادة.

عناصر الدرس :

ـ العادة كأداة للتكيف :

1ـ مفهوم العادة :

هي قدرة مكتسبة على القيام بعمل ما بطريقة آلية مع الدقة و السرعة و الإقتصاد في الجهد.

2ـ أنواع العادات :

أـ العادات الحركية :

وهي ما إكتسبه الفرد من عادات بدنية مثل: الكتابة باليد، قيادة السيارة، السباحة...

ب ـ العادات الإنفعالية :

وهي التي تبرز في ميولات الأفراد و أذواقهم و طرق إنفعالاتهم مثل: طريقة الغضب، الضحك، الخوف من بعض الحشرات.

ج ـ العادات الإجتماعية :

و هي التي تبرز في الوسط الإجتماعي ، يتفق عليها المجتمع مثل : طريقة الإحتفال، التعود على نمط معين من التسمية، أنواع الملابس...

د ـ العادات الفكرية :

هي التعود على نمط معين من التفكير كتّعود على : ثقافة معينة، التعصب للآراء...

3ـ عوامل إكتساب العادة :

أـ عامل التكرار:

لهذا يؤكد : ثوروندايك "  أن التكرار هو أحد العوامل التي تقوي  الروابط العصبية بين المثيرات و الإستجابات، و يسهل حدوث السلوك التكرار يؤدي إلى العكس .

ب ـ العامل النفسي :

حيث أن الميل و الإستعداد النفسي و الإهتمام بالأمر و الإنتباه إليه يعد من أهم الأوليات و الشروط لإكتساب عادة جديدة.

ج ـ العامل الإجتماعي :

فالمجتمع يعتبر الإطار العام الذي نكتسب منه عاداتنا مثل: العادات اللغوية، و الإحتفالية والمهنية...

4ـ الفرق بين العادة و الغريزة :

الفرق بين العادة و الغريزة جلي بحيث أن الأولى فعل مكتسب أما الثانية فهي جهاز فطري يولد الإنسان مزودا به، أما عن الفروق المجودة في الفعلين فهي كما يلي :

أـ أفعال العادة :

ـ أنه فعل تلقائي يتم بطريقة آلية أتوماتيكية.
ـ أنه فعل مكتسب عن طريق التعلم و التكرار.
ـ خاصية إنسانية.
ـ هي أفعال ترسخ في سلوكاتنا (أذهاننا) عن طريق التكرار.

ب ـ أفعال الغريزة :

ـ هي أفعال فطرية تولد جاهزة مع الكائن.
ـ هي أفعال لها شكل واحد و ثابت عند جميع الأفراد.
ـ هي أفعال لا تتبدل و لا تتغير.
ـ هي خاصية يشترك فيها الإنسان مع الحيوان.

أوجه التشابه :

ـ كلاهما يقتضي وجود ذات فاعلة و منفعلة.
ـ كلاهما فعل آلي.
ـ كلاهما يسعى إلى حفظ البقاء.
ـ كلاهما يسعى إلى تحقيق التكيف و التوازن.

أوجه التداخل :

بين العادة و الغريزة تكامل وظيفي من حيث أنهما يتكاملان لتحقيق التوازن و التلائم و التكيف مع الظروف.

5ـ هل العادة كفعل لها بعد سلبي أم إيجابي؟

أ ـ العادة سلبية :

يرى كل من : "ديكارت" و "كانط" و "قوروندايك" و "بافلوف" و "جون ستيوارت" و "سلولي برودوم" و "روسو" أن العادة سلوك يترتب عنه العديد من المساوئ، تتمثل في ما يلي :

- أنها تؤدي إلى قتل روح المبادرة و الإبداع فهي تستبد بالفرد و تجعله عبدا لها.
- أنها تقضي على الفاعلية الفطرية و تقوي الفاعلية التلقائية فمثلا: الطالب في كلية الطب الذي تعود على عملية التشريح، فبالعادة لا تتحرك مشاعره تجاه المريض الذي أمامه لهذا قال : "روسو": "العادة تقسّي القلوب"  وقال "سلولي برودوم":  " إن جميع الذين تستولي عليهم العادة يصبحون بوجوههم بشر و بحركاتهم آلات ".
- تؤدي إلى القضاء على الروح النقدية فمثلا: من تعود على نمط معين من المعيشة فلا يمكنه تغييره لتسلط العادة عليه.
- تؤدي إلى خطر الركود و السقوط في أفكار خاطئة لا يقوى الفرد على تغييرها لأنها أصبحت وليدة العادة، رغم ثبات بطلانها من الناحية المنطقية أو العلمية أو حتى الدينية .
- العادة تؤدي إلى الموت كالذي إعتاد على: تعاطي المخدرات فإن نهايته لامحال تؤدي إلى الموت.

ـ النقد :

ليس كل العادات سلبية فهناك من العادات ما هو إيجابي مثل التعود على الإحسان إلى المحتاجين لأنه يؤدي إلى التماسك الإجتماعي.

ب ـ العادة إيجابية :

يرى كل من : "أرسطو" و "لايبينتز" و "جون ديوي" أن العادة سلوك إيجابي تترتب عنه العديد من المحاسن تتمثل فيما يلي :

- تؤدي إلى الإقتصاد في الوقت و الجهد فالمتعود على الكتابة على الآلة الراقنة ليس حاله بنفس حال المبتدئ.
- تؤدي إلى التكيف و التأقلم مع المحيط الإجتماعي فامعتاد على درجة حرارة معينة يسهل عليه التأقلم مع بيئته الحارة و الجافة.
- تؤدي إلى التحرر كالعامل في عمله ينجزه بإتقان فيتجنب ذلك بجميع الملاحظات السلبية التي يمكن أن تقدم له.
- أنها تؤدي إلى التماسك و التكافل الإجتماعي. مثل : العادات الإجتماعية.
- أنها تؤدي إلى التحرر من الأفعال الشاقة عل النفس : كالإنتباه و التركيز و تخفف من ضغط التفكير لهذا يقول : "جون ديوي" ( كل العادات تدفع إلى القيام بأنواع معينة من النشاط، وهي تكون النفس و تحكم قيادة أفكارنا فنحدد ما يظهر منها و ما يقوى و ما ينبغي له أن يذهب من النور إلى الظلام ).

ـ النقد :

ـ ليس كل العادات إيجابية بل هناك من العادات ما هو سلبي قد يؤدي إلى الهلاك و الموت.
النتيجة : نستنتج أن العدة لها وجهات أحدهما سلبي و الآخر إيجابي.

ـ طبيعة الفعل الإرادي و خصوصية الإنسان :

أـ مفهوم الإرادة :

هي قدرة في الذات تتمثل في نزوعها نحو الفعل مع وعي الأسباب الصادرة عنها و العزم على الفعل أو الكف عنه.

ب ـ شروط الفعل الإرادي :

1ـ الشعور الوعي : فالأفعال الإرادية تقوم على الوعي و يوجهها القصد و الغاية منها.
2ـ القدرة على الإختيار :  و هو شرط يظهر في عزم الذات على ثبات ذاتها و يقدرها على التنفيذ أو الترك، فهو عبارة عن قرار شخصي و خاص.
3ـ القدرة على المقاومة : فالفعل الإرادي لا بد له من مقاومة ذاتية، وصراع داخلي تكبح جموح النفس المتمثلة في الميول و العواطف و الأهواء و ظبط النفس، و القدرة على التحكم في الأفكار و تنظيمها و توجيهها.

ج ـ صفات الفعل الإرادي :

1ـ الفعل الإرادي قرار شخصي : فهو فعل خاص و متحرر من التأثيرات الغريزية بل هو فعل متأني و عزم ذاتي واضح الإختيار.
2ـ الفعل الإرادي فعل واعي تأملي : بحيث أن صاحبه يدرك أسسه و الغاية منه وفق توجيه العقل و حضور الوعي.
3ـ الفعل الإرادي سلوك جديد و مرن : فهو سلوك تكيفي  جديد ومنظّم وموّجه بدقة بحسب المواقف و ما تقتضيه من مواجهة.
- يظهر من الفعل الإرادي أنه أوقف أنواع السلوك الإنساني لأنه المجسد لحقيقة الإنسان العاقل و الكائن الواعي و القصدي.

4 ـ هل الإرادة كفعل لهاأبعاد سلبية أم إيجابية ؟

أـ الإرادة سلبية :

الفعل الإرادي يعيش في محيط تتنازعه الإنفعالات و الميولات و الأهواء مما يضع الأنسان في حالة من الصراع النفسي.
- كما أن الفعل الإرادي غالبا لا يستطيع مجابهة الرغبات و الميول مما يجعل الإنسان أمام حالة ضعف نفسية و يبرز نقاط ضعفه.
- إضافة إلى أن الفعل الإرادي إذا لم يتمكن من الإنجاز و التحقق على أرض الواقع فإنه يصبح عائقا أمام الإنسان في سبيل تحقيق التكيف الإيجابي.
- وقد يكون الفعل الإرادي مبرر للإنسان للرضا بأقل الأوضاع و الحالات.

ـ النقد :

ـ لكن هذا لا يعني أن الإرادة مجرد نقاط سلبية بل هي المعبرة عن تميز الإنسان و شخصيته الفريدة من نوعها.

ب ـ الإرادة إيجابية :

يرى أنصار الموقف الثاني أن الإرادة إيجابية، وهذا إنطلاقا من أن الفعل الإرادي يعبر عن صميم ذاتنا و كامل شخصيتنا و قراراتنا الواعية، كما أن الفعل الإرادي ليس فعلا اندفاعيا و لا تلقائيا بل هو فعل قصدي تجاه الأشياء تحدده الأسباب و المبررات الفعلية المبنية على التفكير و المناقشة، إضافة إلى أن الفعل الإرادي يعبر عن أرقى أنواع التكيف، ويعد من أهم العوامل التي تحقق الانسجام و التوافق بين الفرد و بيئته، كما أن الفعل الإرادي قدرة على العمل و عزم على التنفيذ و حكمة في مواجهة مختلف المواقف.

النقد:

لكن هذا الوجه الإيجابي للإرادة لا يخفي بعض الجوانب السلبية لها فقد تكون معبرة عن ضعفنا و قلة حيلتنا.

ـ العادة و الإرادة :

ما العلاقة بينهما ؟ و هل التمايز بين العادة و الإرادة يقتضي وجود فرق بينهما ؟

أـ أوجه الاختلاف :

العادة تعني قدرة الفرد على أداء عمل ما بطريقة آلية، أما الإرادة فتعني القصد إلى الفعل أو الترك مع وعي الأسباب.
- العادة سلوك آلي و روتيني خالي من الوعي بينما الإرادة مرتبطة بالوعي و هي فعل تأملي.
- العادة لا تتطلب جهدا فكريا بينما الإرادة تستدعي بذل الجهد الفكري لأنها تقوم على الوعي و إدراك الأسباب و الهدف منه.
- تتميز العادة بالرتابة بينما الإرادة بالتغير.

ب ـ أوجه التشابه :

- كلاهما يعتبر قدرة مكتسبة أو عمل مكتسب.
- كلاهما يهدف إلى تحقيق التكيف و التأقلم التي تواجه الإنسان في حياته.
- كلاهما خاصية إنسانية.
- كلاهما عبارة عن سلوك يقوم به الإنسان قصد التغير.

ج ـ أوجه التداخل :

- الإرادة لها تأثير على العادة لأنها تعد من العوامل الرئيسية في تكوينها فالإنسان إذا أراد التعود على شيء ما فينبغي له أن يتحلى بالإرادة.
- كما أن العادة تؤثر على الإرادة في أنها تسعى إلى تثبيتها و تواصلها.

ـ النتيجة :

العلاقة بين العادة و الإرادة علاقة تكامل من حيث الوظيفة و الطبيعة.

الخاتمة :

العادة و الإرادة وظيفتان نفسيتان متصلتان مرتبطتان و يهدفان إلى تحقيق التكيف مع العالم الخارجي و مواجهة المواقف التي تعترض الإنسان.

بالتوفيق للجميع.

آراء الزُّوار:

  1. بارك الله فيك وفي مالك وفي أهلك 🌹🌹🌹🌹وجمعة مباركة للجميع والى كل من رأى هاذا التعليق اسأل من الله ان ننجح في الشهادة اجمعين 🙏🙏🤲🤲قولو آميين

    ردحذف
  2. بارك الله فيك اخي الكريم على تقديم هاته المعلومات رب يجعلك من أصحاب الفردوس الأعلى إن شاء الله

    ردحذف
  3. شكرا جزيلا اخي الكريم على هذه المعلومات رب يخليك و يحميك ويحفظك ويجعلك من اهل جنة الفردوس الأعلى إن شاء الله تعالى

    ردحذف
  4. وشركن وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا

    ردحذف
  5. شكرا جزيلا على دعمكم وجزاكم الله خيرا

    ردحذف
  6. يارب ننجحو كامل ان شاء الله 💖💖

    ردحذف
  7. الله ينجحني وينجح كل تلميذ وتلميذة مقبلين على الباكالوريا

    ردحذف
    الردود
    1. اميييييييييييييييييييين يارب


      حذف

إرسال تعليق

إعلان: