المادة: فلسفة.
الموضوع: درس نظري.
المشكلة: الأخلاق بين النسبي و المطلق.
الوضعية المشكلة : تأمل الحوار التالي الذي دار بين أستاذ الفلسفة وطالبه.
الطالب: لماذا ندرس الأخلاق و نحن نعرف أن الصدق هو الصدق و الكذب هو الكذب و العدل هو العدل؟
التعليمة: ما رأيك؟
أـ تحليل الوضعية :
تدل الوضعية التي بين الطالب و أستاذه حول مشكلة الأخلاق، وكان رأي الطالب أنها ثابتة و مطلقة، وكان رأي الأستاذ أنها متغيرة ونسبية ، إذن من أجل إبراز الرأي من هذه الوضعية يجب طرح الأسئلة التالية :
ـ ما مفهوم الأخلاق؟
ـ ما طبيعة الأخلاق
يا ترى متغيرة أم نسبية؟
ـ ما هو مصدر
الأخلاق؟
ب ـ عناصر الدرس:
1ـ مفهوم القيمة:
لغة: القيمة ، قيمة الشيء أي قدره وثمنه.
2ـ مفهوم الأخلاق:
لغة: هو السجية و المروءة و العادة
والدين.
ـ أسس الأخلاق المطلقة:
أـ النظرية الدينية:
يمكن القول في
البداية أن الأخلاق جزء جوهري في الدين، و الصلة بينهما وثيقة جدا، ذلك لأننا نتعلم
القيم الأخلاقية ونمارسها منذ طفولتنا من خلال الدين نفسه، و الإسلام كدين ليس
بغريب عن هذا المبدأ بل يمثل جوهره وحقيقته لهذا لما سئل الرسول صلى الله عليه
وسلم عن سبب بعثته للناس كرسول فأجاب : { إنما بعثت
لأتمم مكارم الأخلاق } فلا توجد قيم دينية لا تعبر عن قيم أخلاقية، لهذا
يقول المفكر: "عمار
طالبي" (إن الدين كتشريع سماوي مقدس يدعو
إلى الحق في الاعتقاد، ويوجه إلى الخير في السلوك و المعاملات و يشكل بعدا
أخلاقيا يحدد المبادئ و المعاملات الأخلاقية، ويوضح كيفية تقويم أفعالنا الخلقية
وفق قيم العمل بالخير و الفضيلة و الانتهاء عن الشر و الرذيلة، فمعيار الأخلاق
إذا: هو أننا عندما نفعل فعلا ينبغي أن يكون مطابقا لما أراده الله أمرا و نهيا ).
ب ـ المعتزلة:
ترى المعتزلة و هي فرقة كلامية إسلامية أسسها : "واصل ابن عطاء" أن الخير و الشر ذاتيان في الأفعال و الإنسان يدركها بعقله، أما الشرع فهو مخير ومؤيد لحكم الفعل و مثبت لها، فكل ما يأمر به العقل فهو خير، وكل ما ينهى عنه فهو شر، و العقل كاشف لما هو في طبيعة الأفعال بما هو حسن و قبيح و الشرع يأتي بعد ذلك مقررا و مؤيدا لما يصل إليه العقل من أحكام، والدليل الذي صاغه أصحاب الإعتزال أن الناس قبل وجود الأديان كانوا يتحاكمون إلى العقل و يهزم الفريق خصمه بما يدل عليه العقل و كذلك لو لم يكن في الإفعال حسن أو قبيح لعجزت الرسل عن الدعوة لأنهم يطالبون الناس إلى النظم للأشياء في عقولهم و النصوص القرآنية شاهدة على ذلك، بما أن المعتزلة يذهبون لأكثر من ذلك حيث يقررون أن الإنسان مسؤول عن أفعاله حتى ولم تبلغه دعوة الرسل، و إنما يكون تكليه عن طريق العقل الذي يهديه إلى مكارم الأخلاق.
النقد:
العقل ليس ملَكة مطلقة فقد يصيب و يخطئ و هو قاصر وعاجز عن إدراك بعض الأمور، كما أن أصحاب هذه النظرية استبعدوا دور الطبيعة البشرية و المجتمع في تأسيس القيمة الخلقية و قللوا من شأن الشرع.
ج ـ الأشاعرة (أسست للأخلاق
النسبية ):
ترى فرقة الأشاعرة و هي فرقة
كلامية أسسها: "أبو الحسن الأشعري" أن
الفعل الحسن هو أمر الله به أثنى على فاعله، و القبيح ما نهى عنه و ذم فاعله ،
والشرع لا يمدح و لا يذم الأشياء لما فيها من حسن وقبح ذاتيين بل الحسن و القبيح
تابعين لأمر الشرع و نهيه، فلو أمر بالكذب لأصبح حسنا و خيرا ولو نهى عن الصدق
لأصبح قبيحا و شرا غير أن عدالة الله عز وجل لم يأمر إلا بالحسن و لم ينهى إلا عن
القبيح لأن الخير و الشر لو كانا ذاتيين لكانا مطلقين في حين أن الواقع يثبت عكس
ذلك فالفعل قد يكون حسنا في مواضع و قبيحا في مواضع أخرى، فكل ما يأمر به الله
فهو خير و كل ما ينهى عنه فهو شر يقول : َ (إن الخير و الشر بقضاء الله و
قدرته).
النقد:
هذه النظرية أهملت دورالعقل و الطبيعة البشرية و المجتمع مع أن الواقع يؤكد على أن الاطر ساهمت في ذلك.
دـ النظرية العقلية :
يرى بعض الفلاسفة العقليون أن العقل مصدر القيم الخلقية ومن بينهم: "سقراط" الذي كان يقول : (الفضيلة علم و الرذيلة جهل ) أي أن مصدر الفضيلة و الخير الأسمى هو العقل، كما نجد الفيلسوف الألماني: "إيمانويل كانط" الذي يرى أن الطبيعة البشرية هي مصدر الخطيئة و الشرور، لهذا هاجم "كانط" الأخلاق القائمة على المنفعة و اللذة وردها إلى العقل أو الضمير الأخلاقي على مبدأ الواجب الذي يعد حسبه أمرا إلزاميا صادرا من العقل الفصلي (الضمير الأخلاقي) فهو يقوم على الإرادة الخيّرة، فالأولى أن نقوم بالأشياء لذاتها وما يمليه الواجب اتجاهها و لا ينظر إليها (كغاية) كوسيلة لتحقيق غاية لأننا إذا استعملنا الأخلاق كوسيلة فلا نسلم من إقحامها في باب الغرائز و المنافع، لهذا يرى كانط وضع مجموعة القواعد لضبط الواجب الأخلاقي و هي كما يلي :
أـ قاعدة التقييم: يقول "كانط": (افعل على نحو ما يصبح فيه مبدأ عملك قانونا
عاما).
ب ـ قاعدة الغائية: يقول"كانط" ( اعمل على نحو ما تعتبر فيه الإنسانية ماثلة في نفسه و في الآخرين
غاية لا وسيلة ).
النقد:
أهمل صاحب هذه النظرية الواقع بحيث أنه فصل بين النية و نتائج الفعل ولهذا وصفت أخلاقه بالصورية و البعيدة كل البعد عن الواقع كما أن النية الطيبة ليست معيار الخيرية، فكم من الناس نيتهم طيبة لكنهم يسيئون التصرف فالعبرة بالخواتيم.
أساس الأخلاق النسبية:
1- نظرية اللذة:
يؤكد أصحاب هذه النظرية أن السعادة هي الغاية التي ينشدها الإنسان و لا
تحصل هذه السعادة و لا تتحقق إلا بتحصيل اللذات و الخلو من الألم من هنا كانت
اللذة هي الخير و الفضيلة و الألم هو الشر و الرذيلة لذلك فعلى الإنسان أن يطلب
أكبر قدر من اللذة و أن يسعى و يجتهد في الوصول إليها و من أشهر رواد هذا المذهب
الأخلاقي: "أبيقور" و "أرستيب" يقول: "أبيقور"
(إن السعادة أو اللذة هي غاية الإنسان و لا
خير في الحياة إلا اللذة و لا شر إلا الألم و ليست الغاية الأخلاقية إلا العمل
لتحصيل السعادة وليس للفضيلة قيمة ذاتية إنما قيمتها في اللذة التي تصحبها).
كما يؤكد: "أبيقور" على أن اللذة العقلية و الروحية أهم
من اللذة البدنية و أن خير لذة تطلق هي لذة طمأنينة العقل و راحة النفس و الابتعاد
عن ما يسبب القلق و الألم.
النقد:
لكن مبدأ اللذة أناني و شخصي لأنه
يؤدي إلى اختلاف الناس في تحكيمه، فليس كل لذة خير و ليس كل ألم هو شر كما أن ربط
الأخلاق باللذة هو انتقاص من قيمتها و سموها و قدسيتها.
2ـ نظرية المنفعة:
وقد أسس هذا
المبدأ الأخلاقي الفيلسوف الإنجليزي: "جيريمي
بنتام" و جوهره: أن العقل الخلقي معياره
تحقيق أكبر قدر من السعادة لأكبر قدر ممكن من الناس، أي تحقيق المصلحة الجماعية،
فالخير حسب : "بنتام" إن كان نافعا لنا فبضّرورة نافع لغيرنا و العكس صحيح و ذلك
أن المنافع إذا اتحدت شروطها كانت واحدة بالنسبة للجميع.
النقد:
لكن هل يمكن أن تتوافق المنافع لدى
أفراد المجتمع بطريقة عفوية مع أن الواقع يثبت تضارب المنافع و تصادمها مع الأفراد، فما هو منفعة لي قد يكون مضرة لغيري.
3ـ النظرية الوجودية:
نجد من
الاتجاهات الحديثة التي تؤسس لنسبية الأخلاق الفلسفة الوجودية: "سارتر" الذي يرى أن الحرية هي الأساس الوحيد
للقيم و لا يوجد شيء ثابت يبرر قبولي لذلك السلوك أو ذاك، فكل إنسان بنفسه لنفسه
ما يشاء من القيم الأخلاقية فيقول: "سارتر" ( أنا وحدي الذي أقرر الخير و أصنع الشر).
النقد:
لكن قيام الأخلاق على أساس الحرية فيه الكثير من الخطر لأن الحرية في ذاتها مفهوم غامض من حيث التطبيق كما أن الإنسان قد يخطىء في كثيرمن إختياراته.
4ـ نظرية المجتمع:
يؤكد أصحاب
النظرية الإجتماعية وعلى رأسهم: "اميل
دوركايم" أن الإنسان حيوان اجتماعي و أكثر قابلية للاجتماع، من هنا
كان المجتمع صاحب الدور الأساسي و المصدر الجوهري في تكوين حياة الأفراد الذهنية
والنفسية، والجمالية و الأخلاقية والدينية وبناء على هذا كانت القيم الأخلاقية
وقائع اجتماعية مصدرها المجتمع لهذا يؤكد الاجتماعيون أن الأخلاق تبدأ من حيث
التعلق بالجماعة و يأتي اكتسابها عن طريق التربية و التنشئة الاجتماعية التي تمنحه
المبادئ و المشاعر الأخلاقية التي يتمسك بها و يعتمد عليها في سلوكه لهذا تؤسس
النظرية الاجتماعية لنسبية الأخلاق وذلك تبعا لتغير المجتمعات و كذلك انطلاقا من
قول: "دور كايم" (لكل مجتمع أخلاقه) ويقول أيضا: (حيث يتكلم الضمير فينا فإن المجتمع هو الذي يتكلم فينا).
النقد:
غير أن كل ما يأمر به المجتمع ليس دائما خيرا و أن ما ينهى عنه ليس دائما شرا.
ـ الخاتمة:
(الاستنتاج) (الأخلاق بين الثوابت و
المتغيرات): نستنتج من كل ما سبق أن الأخلاق ثابتة و مطلقة في مبادئها و أهدافها،
ولكنها متغيرة و نسبية و متطورة من حيث تطبيقاتها، بمعنى أن الوسائل التي نسعى بها
لتحقيق هذه المبادئ المطلقة قد تتغير بتغير الظروف و الأحوال.
ممتاز
ردحذفبوركتم مزيدا من التقدم و النجاحات
ردحذفMerci beaucoup😘😘
ردحذفthat was a great ... i wish for u more secces and developement *-*
ردحذفجيد هل هناك مصادر اونص حول الاخلاق
ردحذفممتاز وجيد
ردحذفالسلام عليكم
ردحذفسلام
حذفو عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
حذفهل من عناصر اخرى
ردحذفمن فضلك
ردحذفاهلا
ردحذفأهلا و سهلا بك
حذفمن هو بحاجة لمقالات يتصل بي على الفيس بوك :
ردحذفhttps://www.facebook.com/salem.benlechheb
mrc rabi yhvdk
ردحذفالعفو و فيك بارك الله
حذفجيد شكرا استاذ
ردحذفالعفو و فيك بارك الله
حذفالعفو و فيك بارك الله
ردحذفشكرا جزيلا وربي يحفظك
ردحذفربي يعزك
حذفشكرا جزيلا ربي يحفظكم
ردحذفلا شكر على واجب :)
حذفشكرا جزيلا
ردحذفالعفو
حذفYa3tikom sa7a
ردحذفبلا مزية. دائما في الخدمة
حذف