أجدد المواضيع:

 الدرس الأول: المقاربة التاريخية لتطور الكيمياء (من السيمياء إلى الكيمياء).

حاول الإنسان عبر العصور أن يبحث في طبيعة العالم من حوله، وذلك بدافع غريزة حب المعرفة، ونتيجةً لذلك، تمت الكثير من الاكتشافات المُهمة التي ساعدت على تطوير العلوم و التكنولولجيا، ومن ضمنها علم الكيمياء، وهو علم يُعنى بطبيعة المادة و مُكوناتها، وكذلك بكيفية تفاعل المواد المختلفة مع بعضها البعض.

درس في الكيمياء

وعلى هذا تكون وظيفة العالم الكيمائي الأساسية هي معرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات عن طبيعة المادة التي أوجدها الله في هذا الكون.

اختلفت المصادر في أصل الكلمة "كيمياء" فمنهم من أرجعها إلى الكلمة اليونانية "Chumeia" والتي تعني السباكة والصهر، أما البعض الآخر فكان يرى بأن أصل الكلمة يعود إلى الكلمتين المصريتي الأصل "kemt" و "chem" واللتان تعنيان الأرض السوداء، بينما يذهب البعض الآخر إلى أن أصلها يرجع إلى الكلمة العربية "كمى" و التي تعني ستر و أخفى.

تم إطلاق التسمية "سيمياء" على الكيمياء في العصور التي سبقت الإسلام، أين صار مُتعذرا على العلماء تحديد بداية علم الكيمياء الحقيقية، إذ قيل أن بداياته كانت في القرن السادس قبل الميلاد، في الحضارات القديمة التي كانت سائدة في كلٍ من الصين والهند، حيثُ انتشرت هذه المعرفة إلى القسم الغربي إلى الامبراطورية المصرية و الفارسية القديمتين.

مصر كانت معروفة بدباغة الجلود وصناعة مُستحضرات التجميل والأصباغ وكذا التحنيط حيثُ كانت من الأمور التي مارسها وأجادها المصريون القدماء.

في البداية كانت هناك فكرتان رئيسيتان سيطرتا على الكيمياء في القديم:

1- تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن نفيسة

لاعتقاد العلماء القدامى قبل الحضارة الإسلامية أن المعادن مؤلفة من: الماء، الهواء، التراب، النار. والسبب في اختلاف المعادن راجع إلى التفاوت في نِسب وُجود المواد المذكورة سابقا في هاته المعادن.

2- تحضير إكسير الحياة

وهو دواء يُراد منه علاج كل ما يُصيب الإنسان من جميع أنواع الأمراض و الآفات. لم تكن لعلم الكيمياء أية قيمة تُذكر في الحقب التي شهدت الكثير من مظاهر الخرافة، والشعوذة و التنجيم، وذلك لأن الذين استخدموا هذا العلم اكتفوا فقط بالتفسيرات الفلسفية.

مع فتح العرب للاسكندرية العام 642 ميلادية، كانت اسهاماتهم في تطوير علم الكيمياء لا نظير لها، وذلك لأن العرب يُعتبرون من أول من كان يشتغل به كعلم قائم بحد ذاته وله قوانينه الخاصة وقواعده.

تمكن العرب من تطويع علم الكيمياء ليكون من أهم العلوم المُساهمة في الإنتاجات الصيدلانية على وجه الخصوص. من بين العلماء العرب نذكر: جابر بن حيان، وأبو بكر الرازي...، حيث تمت ترجمة أعمالهم إلى العديد من اللغات في العصور الوسطى، مما ساهم في نشر فكرة استخدام المنهج العلمي، وابتكار الأنبيق المُستخدم في التقطير والتصعيد.

كتب العرب لم تخلُوا من العديد من أصناف الأدوات المخبرية التي ابتكروها، وعلمليات التحليل والتركيب، التنقية والتقطير. وتحضير الأحماض المعدنية.

مع وُصول الفتح العربي إلى الأندلس سنة 711 للميلاد، كانت أعمالهم قد حازت على شُهرة واسعة داخل أوربا، وانتشرت أعمالهم المُترجمة في أنحائها. ساهم العلماء الأوربيون من جهتهم في تطوير هذا العلم إلى أبعد الحدود، حيث ازدهرت صناعة الأدوية والمُبيدات وتم ابتكار الألياف الصناعية وبلوغ المُستوى الحضاري العلمي الذي نراه اليوم.

لا توجد آراء حول الموضوع :

شاركنا برأيك :

إعلان: