مُحاضرات في مُجتمع المعلومات [الجزء الثالث --الأخير--] جامعة محمد بوضياف --المسيلة--2016
- مفهوم الصحة الالكترونية:
تصف كيفية الاستفادة من تقنية المعلومات و الاتصالات الرقمية و الانترنت في الأغراض الصحية، وتهتم باستخدام أحدث أساليب تقنية المعلومات المبنية على أسس طبية و إدارية لتخزين و استرجاع و إدارة المعلومات في القطاع الصحي، لتحقيق أهداف عدة منها زيادة الجودة في تقديم الرعاية الصحية و اختصار الوقت و التكلفة لتقديمها و هناك العديد من تطبيقات الصحة الكترونية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
-1- الاستشارات الطبية للمرضى:
من خلال الاستخدام الأمثل للموارد و الإمكانيات المتوفرة في المستشفى و التي من بينها وسائط الاتصال الفضائي لأخذ الرأي الطبي و إعطاء الوصف العلاجي للمرضى سواء بين و مع مستشفى المناطق و المستشفى التخصصي أو بين المستشفى التخصصي و المراكز الطبية العالمية.
أصبح الآن بالإمكان مناقشة كافة التقارير و صور الأشعة و شرائح الأنسجة المخبرية للمريض و أخذ الرأي الطبي الثاني له عبر الاتصال الفضائي مع أي مركز طبي في العالم و ذلك لتفادي مشقة السفر و ما يسببه من أتعاب للمريض.
-2- طب الأشعة عن بعد:
تتم قراءة صور الأشعة للمرضى سواء محليا بين المستشفى التخصصي و مستشفيات المناطق أو بين المستشفى التخصصي و المراكز العالمية حيث يقوم المختصون بقراءة صور الأشعة و كتابة تقارير بشأنها و من ثم إعادة إرسالها لاتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة و الضرورية للمريض.
-3- طب علم الأمراض عن بعد:
تقدم المراكز الطبية الاتصالية خدمة مناقشة شرائح التشخيص و التحاليل المخبرية للمرضى بين المستشفى التخصصي و مستشفيات المناطق أو بين المستشفى التخصصي و المراكز و المستشفيات الطبية العالمية و الوصول لوضع علاج مناسب للمريض و تشخيص أدق لحالته.
مفهوم النشر الالكتروني:
هو تقنية جديدة لنقل المعرفة عبر قنوات الاتصال الحديثة كشبكات المعلومات و الانترنت أو عبر الوسائط المتعددة، ويعرف على أنه عملية إصدار عمل مكتوب بالوسائل الالكترونية (خاصة الحاسوب) سواء مباشرة أو من خلال شبكات الاتصالات أو هو مجموعة من العمليات لمساعدة الحاسوب و يتم عن طريقها إيجاد و تجميع و تشكيل و اختزان و تحديث المحتوى المعلوماتي من أجل بثه أو نشره.
و يتميز النشر الالكتروني بكون جميع مراحله تتم بواسطة حاسبات ووسائط الكترونية بدءا من عملية الجمع و التخزين وتشكيل المعلومات ثم إنتاج النسخة الأصلية إلكترونيا إلى أن نصل إلى مرحلة النسخ و التوزيع على الوسائط الالكترونية كالأقراص الليزرية أو البث من خلال شبكات المعلومات و يعتمد النشر الالكتروني على طريقتين في بث المعلومات:
-1- النشر الالكتروني على الخط: و الذي يتم من خلال شبكات المعلومات و الانترنت.
-2- النشر الإلكتروني خارج الخط: و يمثل أوعية المعلومات الالكترونية كالأقراص.
مزايا النشر الالكتروني:
يوفر النشر الالكتروني مجموعة من المزايا و الفوائد للمستفيدين و القراء نذكر منها:
-1- توفير الوقت و ذلك من خلال اختصار جهد الباحث لأن النشر الالكتروني مثلا يغنيه عن القراءة الكاملة للمحتوى و يمكنه من من الحصول على المقاطع أو المحتويات التي يريدها مباشرة.
-2- إمكانية التعديل في المحتوى سواء بالإضافة أو الحذف لأن النشر الالكتروني يمكن المؤلف من التعديل في محتوى نصه دون عناء أو جهد أو أي إشكاليات أخرى.
-3- السعة الكبيرة في تخزين المعلومات التي تتميز بها الوسائط الالكترونية حيث أن قرص مدمج واحد بإمكانه تخزين محتوى تكتبه بالكامل، وقد نجد موسوعات علمية مخزنة مع كل ما تحتويه من وسائل إيضاح کالجداول و الرسومات البيانية و الصور السابقة و المتحركة (صورة و صوت).
-4- يتيح النشر الالكتروني للباحثين إمكانية الاطلاع على محتويات المكتبات و مراكز المعلومات و الأرشيف التي تقدم أرصدتها على الشكل الالكتروني حيث أصبح بإمكان القارئ استعمال حاسوبه الشخصي في مكتبة أو في بيته للوصول إلى المعلومات التي يريدها.
-5- يوفر النشر الالكتروني فرصة لمطالعة الصحف و المجلات التي تصدر في مختلف بلدان العالم عبر الانترنت وفور صدورها.
-6- سهولة الرجوع إلى مصادر الببليوغرافية المستخدمة من طرف المؤلفين لأن النص الالكتروني يتوفر على حواشي يمكن للقارئ و بمجرد النقر عليها بمؤشر جهاز الحاسوب الحصول على المصدر الببليوغرافي المستخدم و تصفحه ثم العودة إلى النص الذي هو بصدد مطالعته.
- عوائق النشر الالكتروني:
صادف ظهور و تطور النشر الالكتروني جملة من العوائق و المشكلات منها:
-1- حقوق الملكية الفكرية من أكبر و أخطر المشاكل المترتبة عن اتساع رقعة النشر الالكتروني، حيث أن أغلبية التشريعات المطبقة في مختلف الأقطار لم تستطع بعد ضمان حماية حقوق المؤلفين أما القرصنة و النسخ غير القانوني لمؤلفات دون علم أصحابها.
-2- ارتفاع تكلفة اقتناء الأجهزة اللازمة للاستفادة من خدمات النشر الالكتروني كالحواسيب و مختلف الوسائط الالكترونية الحديثة إضافة إلى رسومات الاشتراك في الانترنت و سائر شبكات المعلومات خاصة بالنسبة للفرد الواحد أما إذا تعلق الأمر بمؤسسة فقد يصبح عبأ التكاليف أقل تأثيرا.
-3- مشكلة اللغة بدورها من عوائق النشر الالكتروني إذ أن نسبة كبيرة من قواعد المعلومات على الخط المباشر أو أقراص الليزر تكون بلغة لا يتقنها الباحث أو المستعمل و قد يزيد الأمر تعقيدا في حال عدم توفر ترجمة للمحتوى المقروء إلى لغة القارئ.
-4- خطر الفيروسات التي يقوم قراصنة المواقع بإدخالها حيث أن الولوج إلى الحواسيب الحاملة للبيانات و المعلومات أمرا ممكنا حتى في البلدان الأكثر تطورا في العالم.
-5- خطر تخريب البيانات المتوفرة داخل مواقع الناشرين من طرف القراصنة المتسللين إلى برامج الحاسوب و هي اعتداءات أصبحت تشكل خطرا كبيرا على النشر الالكتروني و حماية محتويات الأوعية الحاملة للمعلومات.
المكتبات الحديثة:
هي تلك المكتبات التي يتكون رصيدها من المصادر الالكترونية الرقمية، أي تلك المكتبات التي تتوفر على معلومات رقمية مختزنة و تتوفر على مداخل أو نقاط وصول إلى تلك المعلومات من خلال شبكات المعلومات المختلفة أو عبر شبكة الانترنت، و توجد العديد من التسميات للدلالة على هذا النوع الجديد من المكتبات و هذه التسميات مرتبطة بتقنيات المعلومات و الاتصال و الإعلام الآلي لوصفها أو لتسميتها و هي:
-1- المكتبة المحوسبة:
و هي المكتبات التي تعتمد على الحاسوب في خدماتها و إجراءاتها الفنية.
-2- المكتبات الالكترونية:
و هي تسمية تربط المكتبة بمفهوم الالكترونيك بمعنى تكون مصادرها الكترونية في شكل أقارص أو غيرها.
-3- المكتبة الرقمية:
و هي المكتبة التي تحول رصيدها من الشكل التقليدي إلى الشكل الالكتروني عن طريق الرقمنة بواسطة جهاز معين كالماسح الضوئي مثلا.
-4- المكتبة الافتراضية:
ترتبط هذه التسمية بمفهوم العالم الافتراضي بمعنى أنه ليس له وجود في الواقع بل موجود في المواقع الالكترونية.
-5- المكتبات الهجينة:
و هي التي تكون أرصدتها تحتوي على مصادر تقليدية و الكترونية في نفس الوقت و تجمع بينهما.
خصائص و مميزات المكتبات الحديثة:
تتميز المكتبات الحديثة بمجموعة من الخصائص أهمها:
-1- إمكانية تخزين المعلومات و
معالجتها و بثها إلكترونيا.-2- تقديم خدمات متميزة للمستفيدين من خلال قنوات و
منافذ إلكترونية.
-3- توفير أوعية المعلومات الالكترونية ذات الدقة و الفاعلية من
حيث تنظيم المعلومات و تخزينها و تحديثها.
-4- اختصار المسافات و الوقت و الجهد و
التكلفة، وذلك بتوفير إمكانية الحصول على المعلومات عن بعد.
-5- إمكانية الحصول
على المعلومات دون التقيد بالتواجد بالمكتبة حيث أنه بإمكان الباحث أن يحصل على
ذلك سواء كان في بيته أو في مكتبه أو في أي مكان آخر.
الأرشيف الالكتروني:
حارس أمين على ممتلكات الأمم، وليس لدى الأمم أغلى من تاريخها الموجود في الوثائق و المستندات التي توثق الأحداث و المواقف، لتحفظه في خزائن تعتبر جسرا للتواصل بين الأجيال.
الأرشيف يحفظ ذاكرة الحضارة و بهذه الذاكرة تتعرف الأجيال الجديدة على حضارة الأجداد، وموارد الأرشيف المكتوبة أو المصورة ذاكرة اجتماعية و تراث بشري يزود المجتمع بالمعلومات التي وفقها تؤخذ القرارات و تتباعد الأحداث التي تؤدي إلى التطور، ومع الاهتمام بالتاريخ ووثائقه و تزايد الرغبة في الحفاظ على الوثائق من جهة و تسهيل سبل الاطلاع عليها من جهة أخرى، إذ شهدت عملية الأرشفة الالكترونية تطورا ملحوظًا في العقود الأخيرة معتمدة على الاستفادة من التقنيات الأخيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات و الاتصال.
إذًا فالأرشيف الالكتروني هو نفسه
الأرشيف التقليدي و لكن في صورة إلكترونية من حيث التخزين (الحفظ) و المعالجة و
البث (الإيصال و النشر).
إعداد الطالب : بن لشهب سالم.
لا توجد آراء حول الموضوع :
شاركنا برأيك :
إرسال تعليق