أجدد المواضيع:

 المرونة العصبية هي قدرة الدماغ على التكيف مع التغيرات في بيئة الفرد من خلال تكوين روابط عصبية جديدة بمرور الوقت. يُشار أحيانًا إلى المرونة العصبية باسم "مرونة الدماغ". جوانب أدمغتنا "بلاستيكية"، مما يعني أنها قابلة للتكيف ويمكن تغييرها استجابة للتغيرات البيئية و / أو الهيكلية. تُفسر المرونة العصبية كيف يكون الدماغ البشري قادرًا على التكيف وإتقان مهارات جديدة وتخزين الذكريات والمعلومات وحتى التعافي بعد إصابة الدماغ الرضحية.

المرونة العصبية


من المعروف أن الخلايا العصبية تتواصل مع بعضها البعض باستخدام الإشارات الكهروكيميائية. تنتقل هذه الإشارات من خلال بنية في الخلايا العصبية وتُسمى المشبك. يتم تحفيز المسارات العصبية من خلال وظيفة معرفية متكررة مكونة للذاكرة (مثل الدراسة) يقوي الاتصال المتشابك بين الخلايا العصبية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدماغ لديه القدرة على إنشاء نقاط الاشتباك العصبي الجديدة. بينما يُمكن أن تحدث المرونة العصبية بشكل طبيعي عندما نمر بتجارب مختلفة، يُمكن أيضًا تنشيط التغييرات في الدماغ من خلال تمارين المرونة العصبية والتدريب المعرفي.

المرونة العصبية وتخطيط كهربية الدماغ

تخطيط كهربية الدماغ، أو EEG، هو العملية الكهربية التي تسجل النشاط الكهربائي للدماغ. يتم إجراء فحوصات مخطط كهربية الدماغ عن طريق وضع أقطاب كهربية الدماغ على فروة رأس الشخص، والتي تلتقط وتُسجل نشاط الدماغ. يتم تضخيم إشارات EEG المجمعة ورقمنتها وإرسالها إلى جهاز كمبيوتر أو السحابة (الحوسبة السحابية هي تقديم خدمات مختلفة عبر الإنترنت. تتضمن هذه الموارد أدوات وتطبيقات مثل تخزين البيانات والخوادم وقواعد البيانات والشبكات والبرامج.) أو الأجهزة المحمولة للتخزين ومعالجة البيانات.

أمثلة على المرونة العصبية

هناك أربعة أنواع رئيسية من تكيفات المرونة العصبية:

تكوين الخلايا العصبية:

 تكوين الخلايا العصبية هو إنشاء خلايا عصبية جديدة في الأجزاء المركزية للدماغ، الحُصين والبصلة الشمية. يحدث تكوين الخلايا العصبية بمعدلات عالية في دماغ الشباب ويُمكن أن يحدث في دماغ البالغين حتى عند العقد العاشر من العمر وفقًا لبحث جديد أجرته الدكتورة ماريا لورنز مارتين نُشر في مجلة Nature Medicine.

التخلق المشبكي:

هو إنشاء اتصالات عصبية جديدة. يحدث التشابك العصبي عندما يتعرض الدماغ لبيئات وتجارب جديدة عند مُمارسة أنشطة مثل السفر أو تعلم أشياء جديدة.

التقوية طويلة المدى:

التقوية طويلة المدى هي تقوية نقاط الاشتباك العصبي من خلال الأنشطة المتكررة مثل الدراسة أو التدريب. ترتبط التقوية طويلة المدى بالتعلم والذاكرة.

الاكتئاب طويل الأمد:

الاكتئاب طويل الأمد هو إضعاف نقاط الاشتباك العصبي التي لا يتم استخدامها. يرتبط الاكتئاب طويل الأمد بالذاكرة والتعلم الحركي. درس بحث المرونة العصبية دور الاكتئاب طويل المدى في فقدان الذاكرة من الاضطرابات العصبية مثل مرض الزهايمر والعقاقير التي تضعف قشرة الفص الجبهي، مثل الكوكايين.

المرونة العصبية: "الشفاء" الدماغ

قدمت الأبحاث دليلاً على أن المرونة العصبية تساعد الدماغ على التعافي من الإصابات الرضحية. اعتمادًا على مدى الضرر، يُمكن أن تساعد المرونة العصبية وإعادة التأهيل المعرفي المرضى على "إعادة ربط" أدمغتهم لتحسين صحتهم المعرفية والعاطفية. تمت دراسة المرونة العصبية لدى مرضى كانوا يُعانون من السكتة الدماغية على نطاق واسع: بعد السكتة الدماغية، تتضرر أجزاء معينة من الدماغ، مما يؤثر على قدرتها على أداء وظائفها الطبيعية. هو يمكّن المناطق السليمة من الدماغ من تعلم كيفية أداء تلك الوظائف للمناطق الضعيفة.

عندما يعاني شخص ما من إصابة في الدماغ، تموت الخلايا العصبية في مناطق الدماغ المُصابة وتُصبح المسارات العصبية نائمة. في الأيام والأسابيع التي تلي الإصابة، يبدأ الدماغ بشكل طبيعي في تكوين نقاط اشتباك عصبي الجديدة واستبدال خلايا الدماغ الميتة. نظرًا لأنه من السهل شفاء الدماغ ما بعد الصدمة، يمكن أن تساعد إعادة التأهيل الأفراد على التعافي بشكل أسرع.

المرونة العصبية والإدمان

عندما ينخرط الفرد في سلوك إدماني، فإن دماغه يقوي المسارات العصبية المرتبطة بهذه العادة. طريقة سهلة لفهم المرونة العصبية والإدمان هي التفكير في الدماغ على أنه يُدرب نفسه ليصبح أفضل في عادة الإدمان. لذلك يجب على الفرد "إعادة تدريب" دماغه. في إعادة التأهيل، غالبًا ما يُشجع الأطباء والمعالجون الشخص المتعافي على استبدال السلوكيات الإدمانية السيئة بالسلوكيات الصحية. بفضل المرونة العصبية للدماغ، تُصبح المسارات العصبية المرتبطة بالسلوك الإدماني السيئ خامدة، وتتطور مسارات عصبية جديدة لدعم العادات الصحية.

المرونة العصبية والاكتئاب

وجد الباحثون الذين درسوا حالات المرونة العصبية أن العلاقة بين المرونة العصبية والاكتئاب تشبه تلك الموجودة في المرونة العصبية والإدمان. يُمكن أن يتسبب الاكتئاب في إصابة الدماغ بصدمة عن طريق تنشيط وتقوية المسارات غير الصحية. يشير الباحثون إلى هذه الأنواع من التغييرات باسم "المرونة العصبية السلبية". تُشير "المرونة العصبية الإيجابية" إلى نمو وتقوية الوصلات العصبية السليمة. يدرس الباحثون طرقًا للحث على المرونة العصبية الإيجابية ووقف المرونة العصبية السلبية لعلاج الاضطرابات مثل الاكتئاب والقلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والإدمان.

كيفية زيادة المرونة العصبية

يُمكن أن تساعد التمارين البدنية والعقلية اليومية في زيادة المرونة العصبية. بشكل عام، الأنشطة التي تساعد عقلك تنقسم إلى فئتين:

التجارب الجديدة: يُنشئ التجديد مسارات عصبية جديدة.

التمرين الجماعي: التكرار المُكثف لمهارة أو نشاط معين يُقوي الروابط العصبية.

تمارين المرونة العصبية

قد تحفز الأمثلة التالية للتدريب المعرفي المرونة العصبية. هناك منتجات تدريب للدماغ متاحة تجاريًا، لكن لا يزال الباحثون يبحثون في مدى صحة الادعاءات العلمية للعديد من البرامج التي تدعي تحسين الوظيفة الإدراكية.

تمارين اليد غير المهيمنة (أو اليد التي لا تستعملها كثيرًا): استخدام يدك غير المهيمنة في الأنشطة اليومية مثل تنظيف أسنانك أو استخدام الماوس يجبر الدماغ على تكوين اتصالات عصبية جديدة.

اليوجا: ارتبطت ممارسة اليوجا بانخفاض مستويات التوتر في اللوزة الدماغية، مركز الخوف في الدماغ.

القراءة: المفاهيم الجديدة والمفردات الجديدة تزيد وتعزز اتصال الدماغ.

النوم: على الرغم من أن النوم لا يُعتبر تقليديًا "تمرينًا"، إلا أنه يساعد في التعلم والحفاظ على الذاكرة عن طريق نقل المعلومات عبر الخلايا وتنامي الروابط بين الخلايا العصبية.

الصيام: يعزز الصيام (أو الصيام المتقطع) نمو الخلايا العصبية والاستجابات التكيفية في نقاط الاشتباك العصبي.

ألعاب تدريب الدماغ: هناك عدد من ألعاب تدريب الدماغ أو "ألعاب المرونة العصبية" والتي قد تساعد في تحسين سرعة العلاج.

تمارين المرونة العصبية للقلق: غالبًا ما يُنصح باليوجا والتمارين الرياضية كتمارين للتخفيف من القلق لقدرتها على تقليل مستويات التوتر في الدماغ.

تمارين المرونة العصبية لقصور الانتباه وفرط الحركة (ADHD):

قد تساعد تمارين المرونة العصبية أولئك الذين يعانون من قصور الانتباه وفرط الحركة (ADHD) واضطراب نقص الانتباه (ADD) على تقليل الأعراض. تتضمن العديد من تمارين ADHD ألعاب فيديو أو كمبيوتر مصممة "لتدريب" الدماغ. تتضمن هذه البرامج المرونة العصبية: يرتدي المشاركون سماعة رأس مخطط كهربية الدماغ (EGG) تقيس مستويات انتباههم. هُم يتحكمون في طريقة اللعب باستخدام أنشطتهم العقلية فقط – عند تشتيت انتباههم، تتباطأ طريقة اللعب أو تتوقف مؤقتًا. يُطلق على مفهوم استخدام بيانات مخطط كهربية الدماغ لتدريب الدماغ على العمل بشكل أفضل اسم "الارتجاع العصبي".

توصيات لكُتب قد تساعدك في فهم المرونة العصبية (بالإنجليزية)

فيما يلي بعض الكُتب الأساسية والأوراق البحثية عن المرونة العصبية للحصول على المزيد من المعلومات:

- The Brain That Changes Itself: Stories of Personal Triumph from the Frontiers of Brain Science by Norman Doidge.

 -The Brain’s Way of Healing: Remarkable Discoveries and Recoveries from the Frontiers of Neuroplasticity by Norman Doidge.

 -Self-directed Neuroplasticity, Rick Hanson.

 -Principles of Neuroplasticity-based Rehabilitation, Michael Merzenich, Mor Nahum and Hyunkyu Lee.

 -My Stroke of Insight: A Brain Scientist’s Personal Journey by Jill Bolte Taylor.

 -The Mind and the Brain: Neuroplasticity and the Power of Mental Force by Jeffrey M. Schwartz and Sharon Begley.

 -The Stress-Proof Brain: Master Your Emotional Response to Stress Using Mindfulness & Neuroplasticity by Melanie Greenberg.

المصدر: emotiv

لا توجد آراء حول الموضوع :

شاركنا برأيك :

إعلان: