أجدد المواضيع:

درس في المُشكلة و الإشكالية للسنة الثانية ثانوي  [آداب و فلسفة- الدرس الرابع]

المُشكلة و الإشكالية

العلاقة بين السُؤال و المُشكلة:

ترتبط المُشكلة و السؤال من حيث هو طلب لجواب أو لحل؛ ارتباطًا شديدًا، لأن الذي يُدرك مُشكلة و يعاني من توتر وانفعال بسببها لابد أن يطلب حل لتلك المُشكلة، ولأن الإنسان مطبوع بالفطرة على طلب الراحة و النفور من المُعاناة والألم.

العكس ليس صحيحًا بالضرورة؛ أي ليس في كل مرة يكون هناك سؤال تكون هناك مُشكلة، وليس كل سؤال يتضمن مُشكلة.

للسؤال أهمية خاصة في الفلسفة، فهو المدخل الأساس إلى الحكمة، إلى الفلسفة والتفلسف. والسؤال هو الذي يُشكِل المُشكلة؛ فالمُشكلة في نهاية الأمر سُؤال يبحث عن إجابة وقد حظي مفهوم السؤال بأهمية خاصة في الفلسفة الوجودية، وبوجه خاص لدى "هيدجر" الذي ذهب إلى تأويله على أنه سؤال عن ماهية الوجود الإنساني.

يُحدد " ديكارت " ثلاثة شروط لأهلية السُؤال كتمهيد للمعرفة وهي:

1- ينبغي أن يكون في كل سؤال شيء غير معروف.
2- أن يكون هذا المجهول معروفًا على نحو معين وإلى حدٍّ مُعين.
3- أنّ هذا المجهول لا يمكنه أن يُصبح معروفًا إلاّ بواسطة ما هو معروف.

هل الإشكالية ترادف المُشكلة؟ هل نتحدث عن مُشكلة أم إشكالية؟

أولاً ماهي الإشكالية؟

الإشكالية هي على وجه العموم المسألة التي تُثير نتائجها الشُكوك، وتدفع إلى الارتياب و المُخاطرة. والإشكالية على وجه الخُصوص، هي القضية التي يُمكن فيها الإقرار بالإثبات أو النفي، على حدٍ سواء أو تحتمل النفي والإثبات معًا مثال ذلك: هل الإنسان حر أم مُقيد؟

ثانيا الإشكالية لا ترادف المُشكلة:

إذا كانت الإشكالية هي المُعضلة الفلسفية التي تترامى حدودها، وتتسع أكثر وتنطوي تحتها المُشكلات الجُزئية، فإن المُشكلة فمجال بحثها في الفلسفة أقل اتساعًا من الإشكالية. وهناك اختلاف آخر، وهو أن المُشكلة كما يقول مُحمد عابد الجابري: " يُمكن الوصول بشأنها إلى حلٍ يُلغيها؛ (يقصد الوصول إلى حلٍ نهائيٍ لا تبقى المُشكلة معه موجودة)، أما الإشكالية فتبقى مُنفتحة على حلول ممكنة، وبما أن الإشكالية تتألف من مشاكل عديدة مترابطة فإنها، كما يقول الجابري، " لا تقبل الحل من ـــ الناحية النظرية ـــ إلاّ في إطار حلٍ شامل.

والإشكالية أيضًا تثير قلقًا نفسيًا، وتشوشًا منطقيًا؛ والباحث فيها لا يقتنع بحل أو بأطروحة أو بجملة من الأطروحات، ويبقى مجال حلها مفتوحًا.

ومن هنا فإننا نستعمل الإشكالية باعتبارها المُعضلة الأساسية التي تحتاج إلى أكثر من دراسة وتحليل، فهي بمثابة المصدر الذي لا تنقضي عجائبه، أما بالنسبة للمشكلة فنستعملها باعتبارها القضية الجزئية التي تُساعد على الاقتراب من الإشكالية.

متى يثير السؤال الفلسفي الدهشة والإحراج؟

1- السؤال الفلسفي: وهو على ثلاثة أنواع: سؤال يطرح مُشكلة، سؤال يطرح إشكالية، وسؤال يطرح مُشكلة وإشكالية في نفس الوقت.

2- الدهشة: للدهشة عدة معانٍ وأهمها:

- هي الاضطراب في السير، والتردد في الاتجاه، وهي أيضًا معاناة المتردد الذي يضل الطريق، ولم يتمكن من الاهتداء إلى سبيله.

- هي غشيان البصر.

- هي شعور المرء بجهل وجه الصواب حيث لم يدر أين منفذه.

- أما الدهشة هنا فنعني بها تلك الدهشة الفلسفية التي تتعلق بأشياء الطبيعة وما وراءها، الأشياء التي نراها و نتخيلها يوميًا، وهي الدهشة التي يتولد عنها الفضول لا الشرود، والدهشة يجب أن لا تقف عند مجرد المفاجأة، بل يجب أن تحرك الفكر، ولا تشله في البحث عن الحقيقة.

- هي لحظة شخصية وأخلاقية، هي مَلَكَة فردية، ليست قضية الجميع.

ثانيًا: مصدر الدهشة:

الأشياء التي تُحفِز الدهشة هي: الوعي بالجهل، وإدراك صعوبة السؤال، فبقدر اتساع الوعي بالجهل، يكون الشعور بضرورة البحث عن أسباب المعرفة، وهذا حافز يدعو إلى التفكير والتأمل.

لا توجد آراء حول الموضوع :

شاركنا برأيك :

إعلان: